الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

حلم أنثى



هناك في ذلك الركن المعد مسبقاً لقتل الأحلام كانت هي رغم سنوات عمرها القليلة كانت تملك الكثير من الحزن والبؤس ........ إذ يبدو أنها احتفظت بجميع أفكارها ... ذكرياتها ... خيباتها ..... ألامها .... وحزنها وجائت بهيئة طفلة صغيرة تزرف دموع من كبرياء....قليلون هم الأشحاص الذين يعبرون مسلكاً آخر للحياة بجواز سفر قديم!
لطالما كانت تشعر بأنها تنتمي لعالم أخر ... وبأن أفكارها .... معتقداتها ... أحزانها حتى أفراحها القليلة أيضاً كانت ترفض الأنتماء لهذا العالم الغريب...... أصبح لها الآن عالمها الخاص .... حزنها الخاص ..... فرحها الخاص منطقها الخاص........ لم تكن ترغب أن يقتحم أحد ما عالمها الصغير ......لذلك كثيراً ما كانت تدافع عنه بالصمت الطويل......إلى أن جاء.......! قادماً إليها ليزرع في روحها المتعبة فسحة أملٍ صغيرة .........لقد كرهته بدايةً ..........ربما لأنها أدركت بحدسها الأنثوي بأنه الوحيد الذي سيتمكن ليس فقط من دخول عالمها الخاص بل سيتمكن من احتلاله بالكامل.......ذلك الحصن الذي دافعت عنه أعوام وأعوام ..... شعرت بأنه سيسقط دون مقاومة ....... أمامه هو فقط ..............!لماذا هو ؟!!! ......... سألت نفسها مراراً........ لم تكن تملك الأجابة ........ رفضت فكرة الهزيمة .... وقررت المقاومة ....... إلا أن أسلحته برغم بساطتها الشديدة ... كانت الأقوى ... كانت الأحلى ...وجدت فيه ما كانت تبحث عنه دائماً الكثير من الحب .... الكثير من الحنان ... الكثير من الأمان ....الكثير من الصدق...........والكثير الكثير من الطفولة ...... التي تشتاق لها دوماً .........لطالما رأته طفلاً كبيراً .....يملك الكثير من الشقاوة المحببة ........... لطالما أسرها الحزن العميق الكامن في عينيه ........وجعلها تشعربأن شيئاً ما بداخله يشبهها كثيراً .....كأنه ينتمي إليها.....عندما دخل عالمها .... أيقنت بأنه لم يقم باحتلاله مطلقاً ..... بل كان جزءاً جميلاً من عالمها ... كانت قد أضاعته منذ زمن ...... وقد عثرت عليه الآن...... بين آلاف الخيبات ..ترددت بدايه أن تستقبل ذلك الغائب العائد ..... والذي حمل لها معه أغرب بطاقة دعوة تلقتها على الأطلاق...دعوة أنيقة ..... بسيطة .... لدخول حلم !!!!!!

كانت قد قررت مسبقاً قبول الدعوة ..... ولكن...... هناك على عتبه الدخول انتابها الخوف ....فكما عودتها الحياة ..... لم تقم أبداً بأعطاء شيئ من السعادة إلا وأتبعتها بموجات موجعة من الحزن ...ارتابت من أن يتكرر هذا معها .... كانت على وشك التراجع .......أخيراً قررت ففي عالم الحلم لا شيئ يخضع للمنطق..... كل شيئ يخضع للمنطق .... كل الأشياء تبدو معاكسة لواقعها .... وهناك فقط ...في هذه المساحة الواسعة من اللا منطق ..... أدركت أنه بأمكانها الأحتفاظ بسعادتها بعيداً عن قيود المنطق

هناك تعليق واحد:

ربيع الأحزان يقول...

كم تشبه تفاصيل ذلك الحلم تفاصيل أنثي أعرفها جيدا
ولا أدرى كيف عرفت كل تلك التفاصيل وهى داخل قلب أنثى

لطالما كانت تشعر بأنها تنتمي لعالم أخر ... وبأن أفكارها .... معتقداتها ... أحزانها حتى أفراحها القليلة أيضاً كانت ترفض الأنتماء لهذا العالم الغريب......

أسعدنى كونى هنا....