الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

عفن

يقولون بان الموت ذكر أحمق يطارد اللحم العاري
سادي في شهوته....يضاجع الاحلام ليلوث رحمها بخوفه المشوه
وما زلت حزيناً..
مازلت عقيماً كأيلول
غربليني بعيداً
إنه مجرد حلم يلامس الخيال
إني فاني القدمين
بجسد متناثر على مقابر الوطن
طيف من زمن الزير ذو السيف المترهل
والأبيات المهرولة نحو الخمر
ارمحي بعيداً...واتركيني مترنحاً بين العواهر
وخذي قارورة عطرك بعيداً
فعفن الغربة يخدر جيوبي الانفية
وحبري يسيل بشرايين مثقوبة
الفئران تقضم صفحاتي العذراء
بارد كالثلج
شمس فتاة اغتالتني ذات صمت
على عجل هيأت حبل مشنقة من جدائلها
هيأته خصيصاً لعنقي
على مقاس حلمي
شمس غريبة الاطباع
لا يمكن اعتناقها
لا يمكن لمسها إلا بالكلمات
بعيدة هي.... وانا مجنون ملتصق بالأرصفة
غارق بالسعال وأعواد الثقاب
كفاني هزلية شمس هربت مع أول انقلاب لليل
وتركتني وحيداً
شمس ستعود ولكن الفجر سينسيها ملامحي المشبعة بالوحل
***
هل يمكن للعاشق ان يموت واقفاً !
إنني مشلول الرئة
ملوث الدماء والهوية
على زندي وشمت الوطن
مترهل المعالم
وعلى رأسه الممزق
أطلقت رصاصه الرحمة

لا يمكن ترويضي الا بالموت



جاء المساء مرةً أُخرى

كنت على موعدٍ مع فراغٍ قاتل

لازمني منذ هروبي الأول إلى عالم الكلمات

الوحدة تستنزف دموعي حد التصحر

والتبغ يشتعل في صدري أكواماً من السعال والحيرة

كم أشتهي أن أتعرى منكِ

أن أدفن ضحكتكِ تحت أكوام حبري الأسود

أن احرق جدائلك المتناثرة على جسدي

ولكن قلبي يرفض الانخراط في جنوني

يرفض الانخراط في رجمك

في محوك من قاموس أقداحي

من عالمي المشبع بالخمر والعهر

يأبى الركوب في قطار نزعتي السادية للنسيان

كل النساء من بعدك شهبٌ تمر و تنطفئ

وأنت وحدك نجمه أزلية

تعانق شباكي الغارق في ليلٍ طويل

***

انتعلت حزني ورحت اجوب الشوارع المكتظة بالضجيج

أملاً بقتل الوقت

خوفاً من أن يقتلني الانتظار

أتأمل الأقدام الحافية

الغارقة في الوحل والشتاء

وأعقاب سجائرٍ كئيبة

تبكي أصابع عانقتها ذات اشتعال

أسير بحثاً عن شيئ ما

عن حضن امرأةٍ غريبة تضمني إليها

لتجمع اشلائي المبعثرة

لتعتصر جبني....

لتشبع جوعي المستعر للحنان

***

انتظرتك طويلاً أيها الفرح المؤجل

منذ ان قطعت مشيمتي

وانا أمتهن الذعر والهروب

إلى الغد..... إلى الصمت .... إلى الليل

إلى الصفحات البيضاء..... إلى الأقلام المكسرة

إلى المقاهي الغاصة بالوجوه الصفراء

إلى علبة تبغي إلى الأقداح

إلى النسيان ..... إلى الذكريات

إلى الطفولة.... إلى النساء

إلى الكتابة إلى جسدك العاري المعتمر بالنشوة

إلى شهوتي الهمجية .... إلى همجيتي

إلى الحرية

أنا كالظل اللذي يعانق الارض

لا يمكن ترويضي إلا بالموت

الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

رحلة مع الذكريات


على ضفاف الشاطئ العاري من الوجوه
جلست أطالع تخبط الامواج المهاجرة نحو الغروب..
أغمر صورة لوجهٍ مألوف..
عتيق ... شققت الحياة قسماته المكسوة بغبار الزمن...
عانقني في لحظات الحزن العميق..
أشعل في ظلمتي قبساً من امل في أحلك الليالي
أتلمس وجهي .... أتفقد قسماته على عجل..
أمحي دموعً ترسبت على مفارق الذاكرة...
وانبش أسئلة داعبت وجنتي ذات طفولة...
تاركة اصابع خوف ....
واشارات استفهام تدور وتدور
ما أجمل خلوة الذكريات...
ما أقساها... ما أبسط تفاصيلها ....
ما أصعب تواريها
غريبة...
تمزج الدموع العصية
بالابتسامة المتوارية في ثوب الامس...

اليوم رحلة مع الذكريات...

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

عاشق من فلسطين (( محمود درويش ))


عيونِك شوكةٌ في القلب توجعني... وأعبدُها

وأحميها من الريحِ

وأُغمدها وراء الليل والأوجاع... أغمدها

فيشعل جُرحُها ضوءَ المصابيحِ

ويجعل حاضري غدُها

أعزَّ عليَّ من روحي

وأنسى، بعد حينٍ، في لقاء العين بالعينِ

بأنّا مرة كنّا، وراءَ الباب، إثنينِ!

كلامُكِ... كان أغنيهْ

وكنت أُحاول الإنشاد

ولكنَّ الشقاء أحاط بالشفة الربيعيَّة

كلامك، كالسنونو، طار من بيتي

فهاجر باب منزلنا، وعتبتنا الخريفيَّه

وراءك، حيث شاء الشوقُ...

وانكسرت مرايانا

فصار الحزن ألفينِ

ولملمنا شظايا الصوت...

لم نتقن سوى مرثيَّة الوطنِ!

سنزرعها معاً في صدر جيتارِ

وفق سطوح نكبتنا، سنعرفها

لأقمارٍ مشوَّهةٍٍ...وأحجارِ

ولكنّي نسيتُ... نسيتُ... يا مجهولةَ الصوتِ

:رحيلك أصدأ الجيتار... أم صمتي؟!

رأيتُك أمسِ في الميناءْ مسافرة بلا أهل...

بلا زادِ ركضتُ إليكِ كالأيتامُ

،أسأل حكمة الأجداد:

لماذا تُسحبُ البيَّارة الخضراءْإلى سجن،

إلى منفى، إلى ميناءْ

وتبقى، رغم رحلتها

ورغم روائح الأملاح والأشواق

،تبقى دائماً خضراء؟

وأكتب في مفكرتي:

أُحبُّ البرتقال. وأكرهُ الميناء

وأَردف في مفكرتي:

على الميناء

وقفتُ. وكانت الدنيا عيونَ شتاءْ

وقشر البرتقال لنا. وخلفي كانت الصحراء!

رأيتُكِ في جبال الشوك

راعيةً بلا أغنام

مطارَدةً، وفي الأطلال...

وكنت حديقتي، وأنا غريب الدّار

أدقُّ الباب يا قلبي

على قلبي...

يقرم الباب والشبّاك والإسمنت والأحجار!

رأيتكِ في خوابي الماء والقمحِ

محطَّمةً. رأيتك في مقاهي الليل خادمةً

رأيتك في شعاع الدمع والجرحِ

.وأنتِ الرئة الأخرى بصدري...

أنتِ أنتِ الصوتُ في شفتي...

وأنتِ الماء، أنتِ النار!

رأيتكِ عند باب الكهف...

عند النارمُعَلَّقَةً على حبل الغسيل ثيابَ أيتامك

رأيتك في المواقد... في الشوارع...

في الزرائب... في دمِ الشمسِ

رأيتك في أغاني اليُتم والبؤسِ!

رأيتك ملء ملح البحر والرملِ

وكنتِ جميلة كالأرض... كالأطفال... كالفلِّ

وأُقسم:من رموش العين سوف أُخيط منديلا

وأنقش فوقه شعراً لعينيكِ

وإسماً حين أسقيه فؤاداً ذاب ترتيلا...

يمدُّ عرائش الأيكِ...

سأكتب جملة أغلى من الشُهَدَاء والقُبَلِ:

"فلسطينيةً كانتِ. ولم تزلِ!"

فتحتُ الباب والشباك في ليل الأعاصي

رِعلى قمرٍ تصلَّب في ليالينا

وقلتُ لليلتي: دوري!

وراء الليل والسورِ..

.فلي وعد مع الكلمات والنورِ

.وأنتِ حديقتي العذراءُ...

ما دامت أغانينا

سيوفاً حين نشرعه

اوأنتِ وفيَّة كالقمح...

ما دامت أغانين

اسماداً حين نزرعها

وأنت كنخلة في البال،

ما انكسرتْ لعاصفةٍ وحطّابِ

وما جزَّت ضفائرَها

وحوشُ البيد والغابِ...

ولكني أنا المنفيُّ خلف السور والبابِ

خُذينيَ تحت عينيكِ

خذيني، أينما كنتِ

خذيني، كيفما كنتِ

أردِّ إليَّ لون الوجه والبدنِ

وضوء القلب والعينِ

وملح الخبز واللحنِ

وطعم الأرض والوطنِ!

خُذيني تحت عينيكِ

خذيني لوحة زيتيَّةً في كوخ حسراتِ

خذيني آيةً من سفر مأساتي

خذيني لعبة... حجراً من البيت

ليذكر جيلُنا الآتي

مساربه إلى البيتِ!

فلسطينيةَ العينين والوشمِ

فلسطينية الإسمِ

فلسطينية الأحلام والهمِّ

فلسطينية المنديل والقدمَين والجسمِ

فلسطينية الكلمات والصمتِ

فلسنينية الصوتِ

فلسطينية الميلاد والموتِ

حملتُك في دفاتريَ القديمةِ

نار أشعاريحملتُك زادَ أسفاري

وباسمك، صحتُ في الوديانْ:

خيولُ الروم!... أعرفها

وإن يتبدَّل الميدان!

خُذُوا حَذَراً...من البرق الذي صكَّته أُغنيتي على الصوَّانْ

أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسانْأنا.

ومحطِّم الأوثانْ.

حدود الشام أزرعه

اقصائد تطلق العقبان!

وباسمك،

صحت بالأعداءْ:

كلي لحمي إذا نمت ياديدانْ

فبيض النمل لا يلد النسور

وبيضةُُ الأفعى...

يخبىء قشرُها ثعبانْ!

خيول الروم... أعرفها

وأعرف قبلها أني

أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسان!

رجل بلا ظل



على مهل أنتحل السراب
مزاجٌ خريفي ينتابني هذا الصباح
كعود ثقاب أشتعل ببطئ...

كقبلة صباحية تستعجل الهروب...

أطالع وجهكِ على ايقاع كلماتك الأخيرة
((الموت سخي.....لكل حلم نهاية...))
كلمات الواقع صاخبة قاسية...
تغريني بالارتماء على صدركِ المترع بالهزائم
تغريني بالبكاء الطويل...
تثير همجيتي لاغتصاب الكلمات..
لاستنطاق الأحرف عن مدى الوجع الذي ينتابها حين تلامس احتراقي
حين تنسال على جلدي المغسول بالملح
المعجون بعار الصمت
***
شرودك ... صمتك
دموعك المنسالة على الصفحات البيضاء
توقظ داخلي ذلك الطفل الذي اعتاد الاختباء في الظلمة
في تلك العلّية المهجورة
التي يخشاها بقية الاطفال
اللذين يعرفون تهجئة أحلامهم
أفراحهم,,دموعهم,,, أسمائهم!!
توقظ داخلي ذلك المراهق
الذي أدمن الهروب إلى عالمه الورقي....
لطالما أحسست بأني عاشق من ورق وحبر
بأني رجل بلا ظل... يعيش على اغتيال التبغ
على امتهان الخمر..

الاثنين، 17 نوفمبر 2008

كفاي تموتان ببطئ


كفاي تموتان ببطئ
والليل كوجهي حزين
غريب ....موحش....ممحي المعالم
غارق في الغربة..
فكرة الفراق حبل يداعب عنقي بعنف
يغريني بالانتحار..

ووجعي يطفو على بحر من خمر

يغريني بالغوص عميقاً..
بافلات أنفاسي الاخيرة
***
أترنح وحيداً على قارعة النسيان
مخمور حد الهذيان
أتقيأ حزناً وخيبة...
أتعرى من أحلامي كبغي مسته نيران الشهوة
ما اعرف..... لا أعرف شيئا
ً
ما أكتب..... لا أكتب شيئاً
ما أتمنى.... وهل هذا زمن الاماني.!!!
سحقاً لأصابعي المهشمة

سحقاً لأحلامي المغتصبة على قارعة الواقع
كفاي تموتان ببطئ
وجبيني عفر بالعار

مجتمع الشرق يحاصرني
يرغمني على رجم من أحب.
يرغمني على دفن وجهي في قمامة المبادئ

في مزابل الشرف المرسومة بالدماء

السبت، 15 نوفمبر 2008

الغاز المصري مفارقة مبكية


تعودنا في عالمنا العربي على الصمت إذاء أي حدث , على تجاهل الاحداث وعدم الغوص في مدلولاته وهذه اللامبالاة جريمة كبرى بحق ما تبقى من علامات الوطنية. في مقارنة لا بد منها للسياسة المصرية تجاه قطاع غزة واسرائيل , أجد بأن الحكومة المصرية تتمسك بموقعها المهم كدولة اعتدال امريكية وتصوغ سياستها المعتدلة على حساب الدماء والدموع التي تسيل على ابواب معبر رفح , بينما الغاز المصري يتدفق لينير المنازل والشوارع في اسرائيل. في اطار اتفاق تم توقيعه بين البلدين ينص على امداد اسرائيل بمليار متر مكعب من الغاز المصري ولمدة 20 عام , حيث انفقت مصر 470 مليون دولار على اقامة خط الأنابيب الناقل للغاز , وتتضمن المرحلة الأولى تسليم الغاز إلى محطات توليد الكهرباء في مدينتي تل أبيب وأشدود , وسيمكن ذلك شركة الكهرباء من زيادة إنتاجها الكهربائي المولد بالغاز الطبيعي الذي تبلغ نسبته 20 بالمية من انتاجها . بينما على الصعيد الفلسطيني وخصوصاً قطاع غزة , فان السلطات المصرية تمارس أكبر انواع العهر حين مارست الحصار على قطاع غزة بالتنسيق مع الحكومة الاسرائيلية من خلال اغلاقها لمعبر رفح المنفذ الوحيد لغزة على العالم , حيث منعت دخول البضائع والمساعدات الانسانية ( إضافة إلى الوقود والغاز ) بحجة المساعدة على ضبط الارهاب , إضافة إلى منعها قوافل كسر الحصار التي نظمها الشعب المصري لمساعدة قطاع غزة مع العلم بأنه في نفس الفترة استطاع ناشطون دوليون لحقوق الانسان من كسر الحصار البحري اللذي فرضته اسرائيل على شواطئ غزة وذلك من خلال قوارب كسر الحصار التي حملت بالادوية والمساعدات الانسانية الرمزية . إلى متى ستبقى الانظمة العربية تمهد الطريق لاسرائيل لمزيد من العنجهية والتكبر والقتل, المشارك بالقتل مثله مثل القاتل

المؤتمر من كتاب (( سأخون وطني ))


بدون مناسبة تخيلت نفسي ناطقاً باسم الدول العربية , أتحدث إلى مندوبي الإذاعة والتلفزيون ومراسلي الصحف ووكالات الانباء الاجانب عن اهم شؤون الساعة , ونحن نحتسي القهوة العربية الأصيلة في قاعة المؤتمرات الصحفية في الامم المتحدة.
مراسل انكليزي : ما هو سبب اصراركم على تقديم القهوة المرة دون سواها في جميع المؤتمرات والمناسبات؟
حتى نظل نتذكر الواقع المرير الذي تعيشه أمتنا.
يتحدثون في الغرب كثيراً هذه الأيام عن تطورات مريبة في المنطقة , ما تعقيبكم على ذلك ؟
ليتحدثو بما يشاؤون. الشعوب في هذه البلاد معروفة بكثرة الكلام .
وأنتم ؟
بالافعال طبعاً.
مراسل امريكي : ولكن هناك مؤشرات تؤكد تراجعكم عن بعض المواقف.
مستحيل , لأننا لم نتقدم أصلاً حتى نتراجع.
هل هناك ما يثبت ذلك؟
طبعاً , فمواقفنا السياسية واضحة وصريحة ونعبر عنها باستمرار في صحفنا. وهذه نمازج منها . تفضلو ووزعوها على بعضكم. لا تجفلو , معكم حق هناك مشكلة اللغة , فنحن العرب لا نفهمها فكيف أنتم؟
مراسل فرنسي: الصحافة في الغرب تجاري السرعة والتطور , فهي تقدم اوسع المعلومات في أقل عدد ممكن من السطور ولذلك بمجرد أن يتصفحها يلم بكل ما يجري بالعالم , ثم يرميها حيث هو في الباص أو الميترو وينصرف الى عمله.
من هذه الناحية نحن أرقى منكم . فالقارئ العربي يرمي الجريدة دون أن يقرأها.
مراسل سويدي : هل المعارضة مشروعة في الوطن العربي؟
طبعاً.
مراسل البرافدا : ولكن القوى الديموقراطية محرومة من ابداء أي رأي.
اسكت أنت , في بلادكم حتى الطرقات كلها باتجاه واحد.
المراسل السويدي : ولكن كم الافواه في المنطقة ظاهرة معروفة لدى الجميع. هراء . إن حرية التعبير والكلام والمعتقد مضمونة لجميع فئات الشعب , و يستطيع أي مواطن عربي في اي بلد عربي... أن يدخل على أي مسؤول ويقول ما يشاء , ولكن متى يخرج فهذه مسألة أخرى.
وعن ظروف المعتقلين وحالتهم الصحية والنفسية ؟
مراسل البرافندا : دعونا من هذا الموضوع.
بل سنبقى فيه, إذ ليس عندنا ما نخجل منه , ثم نحن كما هو معروف عنا لا نخجل من شيئ. فبالنسبة لظروف المعتقلين , فكل ما يقال هو افتراض ونسج خيال , لأنه إذا كان أهلهم وأبائهم وأمهاتهم لا يعرفون عنهم شيئاً منذ لحظة اعتقالهم , فكيف يمكن للغرباء أن يعرفوا عنهم كل هذه المعلومات ؟
مراسل امريكي : لنعد إلى موضوع الساعة . إن الاعلام العربي لا يزال يصر على ان اسرائيل لم تحقق أهدافها من غزو لبنان.
طبعاً.
وما هي اهدافها كما تعتقدون؟
إننا لا نعرف أهدافنا , فكيف نعرف اهداف غيرنا.
مراسل أندونيسي : كنتم لسنوات خلت ناشطين جداً على الساحة الدولية , ومتحمسين جداً لمؤتمر جنيف , مؤتمر البندقية, مؤتمر الاشتراكية الدولية, للحوار العربي _ الأوروبي, للحياد الإيجابي وعدم الانحياز. ثم فتر نشاطكم ونعدم حماسكم. لماذا ؟ هل يئستم من العالم؟
لا العالم يأس منا.
مراسل إيطالي : هل معنى ذلك أن قراراتكم الآن تصنعونها بمعزل عن جميع الظروف والتيارات الأخرى في العالم؟
ليس الآن . بل دائماً , قراراتنا وطنية , لكن قطع الغيار من الخارج.
مراسل ألماني : في هذا الزمن الذي هو زمن التحولات والتغيرات الكبرى , في السياسة والفكر والعلم والاقتصاد , نلاحظ أن جميع توجهاتكم ومنطلقاتكم مازالت كما هي, ولم يتغير أي شيئ جذرياً في الوطن العربي.
ألا يكفي أن خريطته تتغير كل يوم.
مراسل هولندي: ما هو موقف الدول العربية من الثورة الايرانية؟
نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين .
إذاً , من وراء حرب لبنان , وحرب الخليج , والصحراء الكبرى وغيرها؟
الأصايع الأجنبية في المنطقة.
والأصابع العربية ماذا تفعل الآن في المنطقة ؟
تعرف البيانو .
مراسل رياضي : تولون الرياضة في بلادكم اهتماماً خاصاً , وتنفقون الملايين على الملاعب والمباريات , وتأهيل اللاعبين , ومع ذلك فقلما فاز فريق عربي بجائزة تذكر. لماذا؟
أنا شخصياً , لم أكن متحمساً في يوم من الايام لهذا الاهتمام الزائد بالرياضة وخاصة كرة القدم. لأن العربي بطبعه لا يحب اللعب الا بالقضايا الكبرى.
مراسل صيني : إلى أين وصلت خطواتكم لتحقيق الوحدة العربية ؟
يكفينا الآن التضامن.
ولكن ما يجري الآن على الساحة العربية يوحي بعكس ذلك. فلبنان يعمل على جبهة , ودول الرفض تعمل على جبهة , والدول المعتدلة على جبهة , والمقاومة على عدة جبهات . ما معنى ذلك؟
معناه استقلالية الرأي وديموقراطية التوجه . ثم المهم المحصلة النهائية لهذه الجهود وأين ستصب؟
مراسل لبناني : والله لن تصب إلا في نهر الليطاني.
ولكنه سيعود . نهر الليطاني سيعود , ونهر الأردن , ونهر النيل نفسه سيعود. إلى الاحتلال؟
بل إلى الارض العربية والمصير العربي.
مراسل هندي : إذاً لا تستبعدون مصر من العودة ؟
طبعاً لا . ولكن صورة كامب ديفد لا تغيب عن ذهن واحد في هذه المرحلة.
هل من كلمة توجهونها للنظام المصري بهذه المناسبة؟
أرجو المعذرة , فالعلاقات مقطوعة بيننا كما تعرفون , والظروف دقيقة جداً. مراسل فني : إذا كانت الكلمة تسبب احراجاً , فما رأيك باهدائه أغنية باسم الدول العربية؟
إذا كان لا بد من ذلك , فانني اهديه في هذه المرحلة أغنية فيروز " تعا ولا تجي" .
الجميع : معنى ذلك أنك متفائل بالمستقبل ؟
كل التفائل .
وسعيد بالعمل العربي الحالي على الساحة العربية؟
كل السعادة ز ثم أنا في الاصل اسمي سعيد , وأبي مسعود وأمي سعدى وأختي سعدية . وان جاءني ولد فسأسميه " سعدان "
محمد الماغوط

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

ثورة الصمت


طفل يرضع الخمر من ثدي الربيع

يرضع العار من صدر الوطن

يقرأ الأبجدية على أطلال المجد

يتعلم بأن أولى الحروف أهرقت على شرف الحرية

وأولى العبارات كتبت على جماجم العشاق

طفل اختصر أبجديته بحروف تحمل في ثناياها موته المبكر

أحبك وليذهبو للجحيم

***

هم أصحاب الضمير الخدر والاحذية الملمعة

يبيعون ارواحهم لقاء علبة تبغ

لقاء عود ثقاب

يبنون أمجادهم الصدئة على جثثنا المسجاة على أعتاب المبادئ

كم كنا حمقى حين اعتنقنى المثاليات

حين امتطينا المبادئ

****

دخان ومقصلة تلوح خلف جدائل شعرك الغجري

يغريني حزنك بالسجود بتلاوة صلاتي الاخيرة

قبل انعتاقي من سجن الجسد

أعتصر قلبي المتقرح من الصمت الطويل

وأسمع وجيب سعالٍ اختبر ذاكرة صدري المشبع بالتبغ , بالآهات

الضالع بثقافة الكبت والصبر والموت البطيئ

***

على الرصيف أهذي كهارب محموم

ينفخ تشرين اوجاعي بتقلباته العصبية المراهقة

وجسدي عارٍ إلا من الظنون

إلا من وشم حبك المتعانق مع الفجر

.كانون يشق عباب الفصول في جعبته المزيد من الظنون

المزيد من الوحدة والالم

.خبئيني تحت جلدك يا حبيبتي

وانثري شعرك على جراحي المتكاثرة كالجراد

خلصيني من عقدة الخوف التي تعتريني

.من عقدة الخنوع

من مذهب الشتات

من رذيلة الصمت

حلم أنثى



هناك في ذلك الركن المعد مسبقاً لقتل الأحلام كانت هي رغم سنوات عمرها القليلة كانت تملك الكثير من الحزن والبؤس ........ إذ يبدو أنها احتفظت بجميع أفكارها ... ذكرياتها ... خيباتها ..... ألامها .... وحزنها وجائت بهيئة طفلة صغيرة تزرف دموع من كبرياء....قليلون هم الأشحاص الذين يعبرون مسلكاً آخر للحياة بجواز سفر قديم!
لطالما كانت تشعر بأنها تنتمي لعالم أخر ... وبأن أفكارها .... معتقداتها ... أحزانها حتى أفراحها القليلة أيضاً كانت ترفض الأنتماء لهذا العالم الغريب...... أصبح لها الآن عالمها الخاص .... حزنها الخاص ..... فرحها الخاص منطقها الخاص........ لم تكن ترغب أن يقتحم أحد ما عالمها الصغير ......لذلك كثيراً ما كانت تدافع عنه بالصمت الطويل......إلى أن جاء.......! قادماً إليها ليزرع في روحها المتعبة فسحة أملٍ صغيرة .........لقد كرهته بدايةً ..........ربما لأنها أدركت بحدسها الأنثوي بأنه الوحيد الذي سيتمكن ليس فقط من دخول عالمها الخاص بل سيتمكن من احتلاله بالكامل.......ذلك الحصن الذي دافعت عنه أعوام وأعوام ..... شعرت بأنه سيسقط دون مقاومة ....... أمامه هو فقط ..............!لماذا هو ؟!!! ......... سألت نفسها مراراً........ لم تكن تملك الأجابة ........ رفضت فكرة الهزيمة .... وقررت المقاومة ....... إلا أن أسلحته برغم بساطتها الشديدة ... كانت الأقوى ... كانت الأحلى ...وجدت فيه ما كانت تبحث عنه دائماً الكثير من الحب .... الكثير من الحنان ... الكثير من الأمان ....الكثير من الصدق...........والكثير الكثير من الطفولة ...... التي تشتاق لها دوماً .........لطالما رأته طفلاً كبيراً .....يملك الكثير من الشقاوة المحببة ........... لطالما أسرها الحزن العميق الكامن في عينيه ........وجعلها تشعربأن شيئاً ما بداخله يشبهها كثيراً .....كأنه ينتمي إليها.....عندما دخل عالمها .... أيقنت بأنه لم يقم باحتلاله مطلقاً ..... بل كان جزءاً جميلاً من عالمها ... كانت قد أضاعته منذ زمن ...... وقد عثرت عليه الآن...... بين آلاف الخيبات ..ترددت بدايه أن تستقبل ذلك الغائب العائد ..... والذي حمل لها معه أغرب بطاقة دعوة تلقتها على الأطلاق...دعوة أنيقة ..... بسيطة .... لدخول حلم !!!!!!

كانت قد قررت مسبقاً قبول الدعوة ..... ولكن...... هناك على عتبه الدخول انتابها الخوف ....فكما عودتها الحياة ..... لم تقم أبداً بأعطاء شيئ من السعادة إلا وأتبعتها بموجات موجعة من الحزن ...ارتابت من أن يتكرر هذا معها .... كانت على وشك التراجع .......أخيراً قررت ففي عالم الحلم لا شيئ يخضع للمنطق..... كل شيئ يخضع للمنطق .... كل الأشياء تبدو معاكسة لواقعها .... وهناك فقط ...في هذه المساحة الواسعة من اللا منطق ..... أدركت أنه بأمكانها الأحتفاظ بسعادتها بعيداً عن قيود المنطق

خبز ونبيذ



خبز ونبيذ.

مكلل بالخطايا

محاط بالبغاء

العهر في مدينتي تخطى بيع الجسد فاتركيني من مآثر القبيلة

من شريعة الغزو والسبايا

.واحملي ما استطعتي من خوابٍ واتبعيني

***

خبز ونبيذ...

طهر الفضيلة كذبة حمقاء

فالوحل يجتاح العقول

يحصرها مابين الجماع وما بين الرقود...


أغلقي النوافذ أوصدي الأبواب

مجنون ليلى هائم في الأزقة

يجمع أعقاب السجائر ويتمتم الشعر الرديئ.

يعتدي على الفتيات جهراً.....يبكي أيام الجاهلية....
وحيدٌ كليلةٍ مظلمة

***

خبز ونبيذ....

..قبلة واحدة لا تشبع نهمي

قلبي مشبع بالضباب متقرح من الوحدة

ألاف العيون تقاوم المخرز .تفتش بين الساعات عن ضياء

لا شيء سوى دخان الحرائق وآلاف ألاف المشانق..
إنهم موتى

.أجساد عفنة بلا عفة أو حياء

أطياف بلا مقابر
..................

من وحي غزة



مخاض كلماتي عسير هذا المساء.....

فنفس الكتابة دون عينيك قصير....

ودربي اليك مليئ بالخوف... والأسلاك الشائكة..

بيني وبينك يا حبيبتي جواز سفر........ وأشلاء وطن......

وفي صدري رغبة مزمنة للبكاء.....

****

أرتعش وحيداً في غرفتي المدورة...

تخنقني أطنان من دخان تبغي.....

وكل ما حولي مصطنع كأطفال الأنابيب....

أرهقتني الشعارات.....والخطابات الطويلة...

لا فرق بين الفضيلة والرزيلة

رصاصة واحدة تكفي للانتحار....

*****

شهية أنتي كالفرح المؤقت....

كرائحة التراب بعد المطر ......

سـأبيع تاريخي لقاء رغيف خبز

التشدق بالماضي لايسكت الجوع لا يسد الرمقف

أنا من شرق رماه الحزن على أعتاب المقابر

مسيحه مصلوب.....وعيناه تبكي كربلاء..

أفقدني الحزن ذاكرتي...وغرف الأنعاش تكتظ بالوجوه الغائمة..

*****

غزل البنادق جامح وعنيف....

سادي في ممارسة الحب..... في فض البكارة...

بندقيةٌ تغني.... وأخرى ترد...

البنادق تزني في وقت الصلاة...

ونحن نصلي للعيون الباكية...

الموت آت من خلف الجدار...فاهرعي للملاجئ..

واطلي النوافذ بالدماء..

.الموت يجمع الأطفال وقوداً لنار المحرقة.

هدية العيد طلقة أو حصار

خبئي عارك بين صفحات الدفاتر...

أطفال غزة يوئدون على أبواب المعابر ...

وقريباً ينتهي الليمون

قريباً تحترق السنابل

الاثنين، 3 نوفمبر 2008

عقيدة الخطايا








حب في زمن المقاصل والسبايا



ما أروع الخمر المعتق في مواسم الحزن العميق......



لملمي أفراحك والبسي السواد....



ففي الفجر سنحفر المزيد من القبور....



سنوئد المزيد من العذارى....



سنحيي طقوس الجاهلية....



أعطني تعويذة تحميني من طلاسم الخوف...واسكبي الأقداح.....



فالليل للسكر والعيون الباكية....



نخب للعفة والطهارة.....نخب للنهد والبكارة....



نخب للرجم والسيوف المشهرة على أعناقنا...



الليلة نشرب نخب الحرية انا وأنتِ وضياء القمر...



***



سامحيني ان تقيأت الفضيلة....



.فانا عبد للخطايا...



متهم بالكفر والإلحاد....بالردة والإرهاب....



متهم بالشيوعية بأحلامي....بخبزي ... بتبغي...



بامتهان العهر والرذيلة..



هارب من معتقلات الخطوط الحمر...



من أحرف العطف والجر....من ادوات الجزم والأمر....



في جيبي بضع لفافات تبغ وعود ثقاب...



وصورة لجسدك العاري..كم اعشق التبغ والأجساد العارية...



***



أمتطي الغيوم بحثاً عن وطن يضم شتات روحي...



والخوف يرشح من بين أصابعي كقطرات المطر....



عيوني ثقيلة ... منهكة .... مرهقة....



دعيني انام دون ازعاج .....



واجعليهم نهباً للريح والسيول العابرة....



***
فلتغلق الأرحام ولتملح السهول...



فمواكب الشيطان تقرع أبواب المدينة ...



والخوف كالطاعون يجتاح العقول .....



ويرميها على بعد انتحار أو هروب



رغبات تستعصي على الكتمان....تتمرد على الواقع بصمت ....



نعمة العصر الجنون.... ووصفات الحبوب المسكنة ......



حبة عند الولادة ...... حبة عند الكآبة ..... حبة عند الخيبة...... حبة عند الموت ..........



اسكبي المزيد من الأقداح...واعطني حبة مسكنة ......



فاني محتاج للهدوء والسكينة .....